الثلاثاء، 20 ديسمبر 2016

إسهامات الفائزين بجائزة نوبل في الاقتصاد

صحيح أن ألفريد نوبل لم يضمن علم الاقتصاد ضمن مجالات الجائزة التي تحمل اسمه، عندما كتب وصيته عام ١٨٩٥، والتي تمنح لمن قدموا اسهامات جليلة للإنسانية في مجالاتهم.. فقد كانت الجائزة متقصرة في بدايتها على علوم الكيمياء والآداب والسلام والفيزياء والطب.

لم يأت دور تكريم علماء الاقتصاد بجائزة  تحمل اسم نوبل إلا لاحقا، تحديدا عام  ١٩٦٨، بمسمى جائزة بنك السويد الوطني في علم الاقتصاد تخليدا لذكرى نوبل، وليس (جائزة نوبل في الاقتصاد). إلا أن الفائزين بها لا يحفلون كثيرا لطول مسمى الجائزة، فهي بالنسبة لهم تظل أرفع الأوسمة في مجالهم. 

المهم.. مؤخرا، صار التشكيك في انجازات الاقتصاديين (موضة)، وصار الكل يلمزهم ويقلل من علمهم، خصوصا بعد الأزمة الاقتصادية عام ٢٠٠٨، وما صاحبها من تداعيات على مستوى العالم.. لكن هذا التشكيك واللمز يأتي غالبا من متابعين سطحيين، لا يملكون إلماما بما يقوم به الاقتصادييون أصلا في عملهم اليومي.. 

من يعتقد أن مهمة الاقتصادي هي توقع أسعار الأسهم أو توقع تاريخ الأزمات الاقتصادية بدقة فسيصاب حتما بخيبة أمل.. في الواقع، قلة قليلة من الاقتصاديين يشغلون أنفسهم أصلا بمحاولة توقع حركة الأسعار أو الدورات الاقتصادية.. بينما جلهم يدركون أن الاقتصاد علم اجتماع في المقام الأول، هدفه دراسة وفهم الظواهر الاقتصادية من منظور اجتماعي، مبني على خيارات الفرد والجماعة وآليات السوق، وليس محاولة توقع الأحداث والتنجيم. 

سألني أحد الإخوة عن ما الذي أنجزه بعض ما حاز على جوائز نوبل ليستحق هذا التكريم.. الجواب طويل، لكني أحيله، وكل من له اهتمام بالموضوع إلى هذا الكتاب الذي اشتريته من مكتبة جامعة هارفارد قبل عدة سنوات.. 

الكتاب يستعرض أبرز الأفكار التي قدمها الفائزون بالجائزة خلال الأربعين عاما الماضية، والظروف المحيطة بتطور هذه الأفكار، سواء كانت ظروفا اجتماعية أو سياسية أو تقنية.. ويناقش كيف قابل المجتمع (والمختصون) هذه الأفكار حين ظهورها، والقصص التي أحاطت بشخوص هؤلاء العلماء وما قدموه للبشرية في مجالهم.